قصيدة ابن قيم الجوزيه رحمه الله
أَعُبّاد الصليب لنا سؤالٌ *** نريدُ جوابه ممّن وّعاهُ
إذا مات الإله بصنع قومٍ *** أماتوه فما هذا الإله؟
وهل أرضاه ما نالوه منه؟ *** فبشراهم إذا نالوا رضاهُ
وإن سخط الذي فعلوه فيه *** فقّوتهم إذا أوهت قواه
وهل بقي الوجود بالا إله *** سميع يستجيب لمن دعاه؟
وهل خلت الطباق السبع لما *** ثوى تحت التراب وقد علاه؟
وهل خلت العوالم من إلهٍ *** يدبرها وقد سمرت يداه؟
وكيف تخلت الأملاك عنه *** بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل *** الأله الحق شد على قفاهُ
وكيف دنا الحديد إليه حتى *** يخالطه ويلحقه أذاه؟
وكيف تمكنت أيدي عداه *** وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
وهل عاد المسيح إلى حياة *** أم المحيي له رب سواه
ويا عجباً لقبر ضم ربا *** وأعجب منه بطن قد حواهُ
أقام هناك تسعاً من شهورٍ *** لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولوداً صغيراً *** ضعيفاً فاتحاً للثدي فاهُ
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي *** بلازم ذاك هل هذا إلهُ؟
تعالى الله عن إفك النصارى *** سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب بأيّ معنىً *** يُعظّم، أو يقبح من رماهُ
وهل تقضي العقول بغير كسر *** وإحراق له ولمن بغاه
إذا ركب الإله !! عليه كرهاً *** وقد شدت بتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقاً *** فدسه لا تبسه إذ تراه
يهان عليه رب الخلق طراً *** وتعبده؟ فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد *** حوى رب العباد وقد علاه
فهلا للقبور سجدت طراً *** لضم القبر ربك في حشاه؟
فياعبد المسيح أفق فهذا *** بدايته وهذا منتهاه
انّ لله وانّ اليه راجعون ويدعون انهم على حق ونحن على خطأ